تواجه الحكومة البريطانية موجة جديدة من الانتقادات بشأن تعاونها العسكري مع إسرائيل، بحسب ما ذكر الكاتب عمران ملا، بعد ظهور معلومات تفيد بأنها أنفقت أموال دافعي الضرائب لتوظيف متعاقدين أمريكيين في تنفيذ طلعات مراقبة جوية فوق غزة.
وكشف عمران في تقرير نشره موقع ميدل إيست آي، أن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني نفذت مئات الطلعات الجوية خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وجه الموقع طلبًا رسميًا لوزارة الدفاع البريطانية بموجب قانون حرية المعلومات لسؤالها عمّا إذا كانت تحتفظ بلقطات فيديو التقطتها طائراتها أثناء غارتين إسرائيليتين أسفرتا عن مقتل بريطانيين أو متطوعين يعملون مع جمعيات خيرية بريطانية في غزة.
رفضت الوزارة الكشف عن أي معلومات، مبررة قرارها بمبررات تتعلق بالأمن القومي والدفاع.
في إحدى الغارتين، استهدف هجوم إسرائيلي في مارس مجموعة من المتطوعين يعملون مع مؤسسة "الخير" البريطانية، ما أسفر عن مقتل ثمانية منهم بينما كانوا ينصبون خيامًا لنازحين في بيت لاهيا، شمال القطاع.
الهجوم أوقع تسعة قتلى على الأقل، وأدى إلى إصابة عدد آخر، فيما امتنعت وزارة الخارجية البريطانية عن إدانة الحادث رغم طلب مباشر من المنصة للتعليق.
وفي هجوم آخر في يناير 2024، قصفت طائرة إسرائيلية مجمّعًا يضم أطباء بريطانيين يعملون مع مؤسسة "ميديكال إيد فور باليستاينيانز" (MAP) و"اللجنة الدولية للإنقاذ" (IRC)، وذلك بعد شهر من إبلاغ إسرائيل لنظرائها البريطانيين أن الموقع "خارج نطاق الاستهداف".
أُصيب أربعة أطباء بريطانيين في الهجوم، الذي وقع في مدينة المواصي جنوبي غزة، حيث كانوا ضمن فريق طبي طارئ في مستشفى ناصر القريب.
أكدت وزارة الدفاع البريطانية سابقًا امتلاكها معلومات جمعتها طائرات التجسس حول ضربات إسرائيلية، ما عرضها لانتقادات بسبب امتناعها عن الإفصاح عنها.
في أبريل، هاجمت عائلة عامل الإغاثة البريطاني جيمس كيربي، الذي قتلته ضربة إسرائيلية في 2024، الحكومة البريطانية لأنها لم تفصح عن معلومات جمعتها طائرة تجسس كانت تحلق فوق غزة يوم الهجوم.
صرّحت والدة كيربي، جاكي، لصحيفة التايمز أنها تريد معرفة الجهة التي قررت حجب المعلومات وسبب ذلك.
وكانت الوزارة قد أقرت بامتلاكها لقطات من طائرة تجسس كانت تبحث عن رهائن إسرائيليين في اليوم نفسه.
في مارس، طرح نواب في البرلمان أسئلة مباشرة حول طبيعة هذه الرحلات الجوية، وسأل النائب المستقل شوكات آدم: "إذا نفذت المملكة المتحدة مئات الطلعات فوق غزة، فماذا شاهدنا؟ وأي جرائم رُصدت؟".
وأضاف أن القوات البريطانية أجرت 645 مهمة استطلاعية بين ديسمبر 2023 ونوفمبر 2024، بمعدل يقارب رحلتين يوميًا. لم يرد الوزير المكلف بالقوات المسلحة لوك بولارد على تلك التساؤلات.
هذا الأسبوع، كشفت تقارير أن الحكومة البريطانية استعانت بشركة أمريكية تُدعى "سترايت فلايت نيفادا" لتنفيذ رحلات تجسس لصالح إسرائيل، وقد تم رصد طائرتها – التي نسيت إيقاف جهاز الإرسال – وهي تحلق فوق خان يونس.
أكدت وزارة الدفاع البريطانية لصحيفة التايمز أنها تعاقدت مع الشركة لجمع معلومات استخبارية ونقلها لإسرائيل، في وقت تبرر فيه الوزارة هذه الطلعات بأنها لدعم جهود تحرير الرهائن.
لكن مصادر من داخل الوزارة وصفت القرار بأنه محيّر، خاصة مع توفّر صور تُظهر معاناة الفلسطينيين تحت الحصار، متسائلة عن سبب استمرار دعم كهذا لإسرائيل.
أحد المصادر العسكرية الرفيعة قال للصحيفة: "بدلًا من توجيه رسالة حازمة لإسرائيل، فضّلت الحكومة دفع أموال لشركة أمريكية لتقوم بالمهمة نيابة عنها".
https://www.middleeasteye.net/news/exclusive-uk-wont-say-if-spy-planes-captured-footage-israeli-attacks-uk-charity-workers